خادمة أندونيسية تتعرض للضرب و العض و الركل من قبل مخدوميها

من طرف ممنوع الأحد مارس 01, 2009 2:01 am

لم تكن الخادمة الاندونيسية «إلا عدول مدسوقي» التي لا يتجاوز عمرها 37 عاما، تتوقع عندما غادرت بلادها قبل ستة شهور طلبا للقمة العيش الكريم، مخلفة وراءها طفلين لا يتجاوز عمر أكبرهما 13 عاما، أنها ستعود قبل أن تكمل مدة الخدمة محملة بآلام وأوجاع تحيل ليلها الى أنين خافت، ونهارها الى بكاء لا ينقطع.
«إلا عدول» أحضرت من قبل كفيلها إلى طوارئ مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر مساء الأحد قبل الماضي في حالة يرثى لها من الهزال الجسدي والمعنوي، حيث بدا واضحا للعيان إصابتها بهزال جسدي شديد نتيجة عدم تناولها الطعام والشراب لمدة طويلة، إضافة إلى وجود آثار لجروح جسدية قديمة وكثيرة، وقرحة بحجم البيضة في ظاهر قدمها اليسرى ربما تكون ناتجة عن الكي بجسم ساخن، كما توجد قرحة أخرى في ظاهر الرسغ الأيمن، وهو ما اضطر الطبيب المناوب لطلب تنويمها لاسيما مع وصول نسبة السكر لديها إلى 40 مما ينبئ بقرب وفاتها، بالرغم من أن الزيارة كانت لاستخراج تقرير طبي يفيد سلامتها للتمكن من تسفيرها بعد أن رفضت الخطوط الجوية إركابها وهي بهذه الحال.
حرمان من الطعام
الخادمة التي تقيم في المستشفى حاليا، قالت في لقاء خاص لـ (اليوم) إنها قدمت إلى المملكة منذ ستة شهور، ولم تستلم من رواتبها سوى 200 ريال فقط أجبرت على شراء احتياجاتها الغذائية كالأرز والمكرونة والاندومي منها، كما بدأت زوجة كفيلها حرمانها من الطعام والشراب منذ قرابة أربعة شهور مكتفية بتقديم الخبز الجاف لها كل صباح بعد سكب الماء عليه، وهو ما جعلها لا تقوى على القيام بالأعمال المنزلية المكلفة بها إلا بمشقة بالغة، رغم أنها تطالبها بسرعة إنجاز أعمالها خلال ساعتين من النهار فقط، وقبل أن تستيقظ (المعزبة) من نومها عند تمام الحادية عشرة صباحا، تبدأ ممارسة جميع أشكال العنف ضدها، ثم يساعدها الكفيل في ذلك بعد عودته من العمل، مع وجود طفلين صغيرين يحبانها كثيرا.
جروح غائرة
وعن نوع العنف الجسدي الذي مورس ضدها أشارت «إلا» إلى رقبتها وظهرها لترينا آثار عض متعددة، ثم أشارت إلى بطنها وصدرها اللذين ذاقا مرارة الركل بالأقدام، وشعرها المتطاير بعد أيام من الشد القاسي، الذي نتجت عنه جروح غائرة نتيجة ضربها في الحائط لعدة مرات.
أما القرحة البيضاوية النازفة في قدمها فذكرت «إلا» أن مكواة الملابس سقطت عليها أثناء العمل وتسببت في تورم رجلها إلا أن زوجة الكفيل داست بأقدامها بقوة عليها في إحدى لحظات الغضب مما جعلها تتقرح وتنزف، ولديها تقرير طبي من مستشفى آخر يفيد بوجود خراج في القدم، إلا أنه لم تتم معالجته في حينه.
وعن الضعف الشديد والهزال الذي تعانيه أكدت ـ وعيناها تذرفان الدموع ـ أنها حين قدمت إلى المملكة كان وزنها يتجاوز 50 كغم إلا أنها تعتقد أنه الآن لا يتجاوز 30 كغم فقط، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تحضر فيها للعمل في المملكة، ولم تكن تعلم أنه يحق لها أن ترفض العمل وتعود للمكتب الذي استقدمت بواسطته لتطالب بحقوقها، وكل ما تتمناه الآن أن يتم تعويضها ماديا وإعادتها لأبنائها ووطنها، وقالت: أنا مسلمة وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأعلم أن الله تعالى لن يضيع حقي.
التحقيق جار
من جانبه أوضح الناطق الأمني بالمنطقة الشرقية العقيد يوسف القحطاني أن شرطة محافظة الخبر قامت بضبط أقوالها في محضر خاص بعد وصول الحالة إلى المستشفى وهي تعاني سوء التغذية والهزال مع وجود بعض الكدمات والجروح، وجار التحقق من صحة كلامها والتحقيق مع الكفيل للتأكد من أن الحالة جنائية، أو أنها هي التي أضربت عن الطعام من تلقاء نفسها ليتم بعد ذلك اتخاذ الإجراء اللازم.
تشديد العقوبات
وأعلن نائب وزير العمل عبد الواحد الحميد الأحد الماضي أن الوزارة قررت تشديد العقوبات على السعوديين الذين يعاملون مكفوليهم معاملة غير إنسانية وغير أخلاقية.
وقال : إن هذه العقوبات تشمل من يقومون بـ «المتاجرة في التأشيرات والإخلال بالالتزامات التعاقدية والاستخدام غير الإنساني والمعاملة غير الإنسانية وغير الأخلاقية للعمالة الوافدة، بالإضافة إلى إيقاع عقوبات على المنشآت التي تؤخر صرف أجور عمالها».وأضاف أن «العقوبات تشمل المنع من الاستقدام لمدة سنة للمنشأة التي تتأخر في صرف أجر العامل لشهرين متتاليين، وفي حالة تأخير صرف الأجر لمدة ثلاثة أشهر متتالية يتم نقل خدمات العامل- إذا رغب في ذلك - فورا إلى صاحب عمل آخر دون شرط الحصول على التنازل عن الكفالة مع إلزام صاحب العمل بدفع كامل حقوق العامل».
رعاية العمالة
وكشف الحميد أن الوزارة أنشأت ما يسمى (إدارة رعاية العمالة الوافدة) بهدف تقديم خدمات الرعاية للعمالة الوافدة في مجالات العلاقات العمالية.
وجاء ذلك إثر الدراسة التي رفعتها الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان للمقام السامي بشأن إلغاء أحكام الكفالة وتصحيح العلاقة بين صاحب العمل والعامل الوافد.
ولفت إلى أن من أبرز عيوب الوضع الراهن ما يكتنف أحكام الكفالة من تعقيدات إدارية وتنظيمية وعدم فعالية هذه الأحكام في تحقيق الغايات المرجوة منها وانتشار ظاهرة العمالة السائبة وتزايد جرائمها.